Monday, February 7, 2011

حركة 25 يناير ..... أيام سوداء فى تاريخ مصر أدت الى الحرية

يحكى انه فى 25 يناير 2011 خرج مجموعة من شباب القاهرة للقيام بمظاهرة سلمية تعبر عن مطالبهم المشروعة والتى هى بمنتهى الصراحة والشفافية من وجهة نظرى


تغيير السيد رئيس الجمهورية والسبب فى هذا يختلف من فرد الى آخر فى نفس التظاهرة حيث أن البعض رأى ان فى هذا الرئيس الحالى الكثير من الفساد المتفشى فى مختلف انحاء المجتمع بينما يرى البعض الآخر انه طوال حياته لم يشهد غير هذا الرئيس على انه فى جميع دول العالم الجمهورية بلا استثناء تم تغيير رئيس الجمهورية على الأقل لمرة واحدة حتى من بدا انه لن يتغير ابداً الا بالموت منهم من مات مثل الرئيس الفلسطينى السابق (ياسر عرفات) والرئيس السورى (حافظ الأسد) ومنهم من تم عزله عن منصبه مثل الرئيس العراقى (صدام حسين) والأقرب للحدث هو انقلاب شعب تونس على رئيسه (زين العابدين بن على) قبل بضعة ايام من حركة 25 يناير والتى ادت الى هرب الرئيس التونسى من البلاد مما جعل الأمل يدب فى كل مصرى إتباعاً للكلمة المشهورة: إن كنت تقدر فأنا أيضاً أستطيع



تغيير نظام الحكم الدستورى وهو الذى يجعل الحاكم يستطيع البقاء أبد الآبدين وأن يكون عسكرياً وأشياء مثل ذلك



الطموح الى تحقيق عدالة إجتماعية



حل لمشكلة البطالة



محاربة الفاسدين الذين تفشى فسادهم بدون عقاب رادع بسبب المحسوبية فى الوطن



ولا أعتقد بأى شكل من الأشكال ان لهذا الشباب مطالب اخرى غير المذكورة


وقد كان أكثر من 50% من المجتمع المصرى وأضم نفسى اليهم بمختلف الطبقات الإجتماعية والثقافية مشاركين على الأقل بقلبهم ومدعمين لهذه الحركة التى بالفعل تعبر عن طلبات الغالبية العظمى من أفراد هذا الوطن


وأما عن إيجابيات هذه الحركة فأعتقد ان ما سلف ذكره يعد كله من الإيجابيات التى نحلم بتحقيقها جميعاً فى الوطن بينما لم أذكر بعد ما هى مساوئ هذه الحركة وما ترتب عليها


ولاأستطيع ان انكر وانا شاب مصرى فى الثامنة والعشرين من العمر ان القائمين بهذه الحركة لم يكونوا ذووا وعى كافى بما سيفعلون ومتى يتمادوا فيها ومتى ينتهوا عنها


ومن خلال الجملة السابقة لنتخيل ما كانت مساوئ الحركة فى الأيام القليلة التابعة ليوم 25 يناير


ركوب الموجة الذى حدث من خلال جميع أحزاب الجمهورية فيما عدا الحزب الوطنى الحاكم بالطبع ولكن بالفعل ركبت جميع الأحزاب المؤيدة والمعارضة والوسطية موجة هذا التغيير فى محاولة للنيل من كرسى الحكم أو على الأقل الكسب بأكثر ما تستطيع من خلال هؤلاء الشباب


ركوب الموجة أيضاً لدعم الموقف الشخصى الشعبى لبعض الشخصيات العامة والمشهورة -للأسف - فى مصر لتدعيم موقفها فى الدولة حتى إذا كانت هناك فرصة للنيل من كرسى الحكم يكون الموقف العام للشخصية أصبح أقوى واشهر المستغلين لهذه الحركة هو الدكتور / محمد البرادعى الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الدولية


الهجوم الإعلامى الواضح من بعض القنوات الإعلامية الغير مصرية والتى كان أشهرها الجزيرة والعربية والحرة والعالم من قنوات إعلامية عربية غير مصرية خلاف القنوات الغير عربية ولكنى أخص بالذكر القنوات العربية التى كان من المفترض أن تكون بجانبنا لأن العرب أخوة وهذا الكلام الإنشائى الذى لا مجال له من الصحة والذى يذكرنى بمجموعة من الشباب -وكنت واحد منهم - الذين كتبوا بعد أحداث دخول الجزائر لكأس العالم 2010 بدلآً من مصر على الموقع اللألكترونى
Face Book
"أنا مصرى لست عربى"
التدخل الأجنبى السافر فى البلد وأحداثها الذى جعل كل من له كلمة يريد أن يقولها .... يقولها ولكن هذه القضية لم تكن بالكبيرة حيث أن الدولة لم تهتم بما قاله أى متحدث أو مسئول أجنبى


استغلال الجهل الثقافى والسياسى لهذا الشعب وخاصةً الشباب القائمين بالحركة والذى جعل كل المستغلين السابقين وعلى اختلاف نواياهم ومخططاتهم يخترعون ما أسمته المحطات الإعلامية المصرية بجمعة الغضب وهى الجمعة 28 يناير 2011

إتجاه الإعلام المصرى الى التعتيم على الحقيقة وهو ما يحدث بصفة مستمرة وإن كنت ممن التمس العذر للإعلام فى هذه المرحلة حيث صورت كل المحطات والقنوات الفضائية الغير مصرية هذه الحركة بأنها مظاهرة وأن من كان موجوداً فى ميدان التحرير هو شباب مصر بالكامل إضافةً إلى بعض الطوائف الأخرى وبما أن قانون نيوتن للحركة يقول "لكل فعل رد فعل مساو له فى القوة ومضاد له فى الإتجاه" فقد حدث ذلك بالضبط حيث تحولت المحطات والقنوات الفضائية المصرية الى العكس تماماً بعد ان كان بعضها يحوى الكثير من الحقيقة والشفافية أصبح الكل مناصر لبقاء السيد الرئيس وإثبات أن ما يحدث فى ميدان التحرير هو ترتيب منظم من جماعات وتيارات بل ودول معادية لأمن واستقرار مصر

_______________________________________________________

الحقيقة أن المساوئ لم تقف عند هذا الحد فقط ولكنها إمتدت الى أن المتظاهرون كانوا يحاولون إظهار غضبهم بكل الأشكال مما أدى إلى احتكاكهم برجال الشرطة والأمن المركزى الذين كان واجبهم حماية بعض المناطق والسماح بالتظاهرات فى مناطق معينة وعندما حاولوا منع من كان يحاول الخروج عن هذه المناطق حدث الإحتكاك وتكرر ذلك بشكل أوضح يوم الجمعة 28 يناير الذى خرجت فيه التظاهرات فى مناطق عدة من الدولة وليس فقط ميدان التحرير وكان هذا الخروج له تبريراته بالطبع سواء من استخدام الشرطة للعنف المفرط وإهانة المواطن المتعارف عليها من رجال الشرطة لمن ليس له ظهر وأيضاً لكثرة الشحذ الذى قامت به محطات فضائية مثل الجزيرة والعربية غيرها .... المهم أن الواضح خرجت جموع كثيرة وحاولت من البداية الإحتكاك برجال الشرطة والذى كما بدا وكأن المتظاهرون كانوا ينتظرونه بفارغ الصبر ليبدأ المتجمعين فى ضرب رجال الشرطة ومحاولات أخذ اسلحتهم مما استدعى الشرطة الى استخدام العنف بدأً برش الماء ثم استخدام القنابل المسيلة للدموع وانتهاءً بالرصاصات المطاطية وعندما عجزت الشرطة عن الصد إستغاثت الشرطة بالرئاسة والقوات المسلحة وأعلنت القوات المسلحة باسم القائد الأعلى - وهو رئيس الجمهورية والحاكم العسكرى - أنها ستنزل الى الشوارع لمساعدة استتباب الأمن وفرض حظر التجول فى الجمهورية من السادسة مساءاً حتى الثامنة من صباح اليوم التالى وهنا دق ناقوس الخطر على الدولة كلها


ففى وقتٍ واحد -ووالله الذى لاإله إلا هو أنا لا عرف كيف - حدث أن انسحبت -وقبل نزول الجيش المصرى بحوالى الساعات الثلاث - جميع أجهزة الشرطة والأمن المركزى أو لنقل السواد الأعظم منها حتى لا نكون مبالغين .....نعم انسحبت ولم يعد لها وجود وتركت الأقسام والسجون والمرور وحفظ الأمن فى بعض المنشآت الحساسة بالدولة


وهنا انطلقت كل محاولات التخريب التى يبدو وكأنها ايضاً تعلم بما سيحدث مسبقاً ... تكسير سيارات فى الشوارع ؛ تكسير محلات وسرقة ما فيها ؛ فتح أبواب السجون والمعتقلات ...لك أن تتخيل أن كل هذا ظهر دفعة واحدة فى مختلف مناطق الدولة من الإسكندرية الى أسوان ومن العريش الى السلوم إضافةً الى بعض المناطق التى بدأ البحث عن التخريب فيها داخل الشقق السكنية والمنازل بعد أن تمت سرقة واحد من أكبر الأسواق التجارية وأشهرها بالكامل بجميع محاله التجارية وتدميره بالكامل وكان هذا بالشيئ الغريب بالنسبة لى فسرقة المتجر تحتاج الى كميات ضخمة جداً جداً جداً من السيارات الناقلة كبيرة الحجم والتى لا أدرى متى وكيف تم تدبيرها فى وقت واحد


حتى لاأطيل ونتيجة لإنسحاب الشرطة والسماع عن فرار المساجين والسطو على المنازل إضطر المواطنين العاديين إلى تكوين جبهات للدفاع الشعبى فى المناطق التى لم تصل اليها القوات المسلحة أو المناطق التى لم تصل اليها بعد القوات المسلحة .... وكانت وسيلة الدفاع المشتركة فى معظم المناطق هى العصى أو سكاكين المطبخ

ردود فعل السيد الرئيس تجاه الحركة

أقال حكومة أحمد نظيف وعين وزير الطيران المدنى الفريق الدكتور / أحمد شفيق رئيساً للوزراء

عين أخيراً نائباً لسيادته وهو السيد / عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية

كلف هيئة من االقضاة وأساتذة القانون بتغيير مواد الدستور التى إختلف عليها الشعب

كلف السيد النائب العام بالتحقيق فى الفساد وملاحقة كل من كان يستغل سلطته ونتج عن ذلك حتى اليوم منع من السفر وتجميد أرصدة حسابات البنوك لكل من: أحمد عز (صاحب ومدير شركة حديد عز وعز الدخيلة وعضو مجلس الشعب) وأحمد المغربى ( وزير الإسكان) ورشيد محمد رشيد (وزير التجارة والصناعة) وزهير جرانة (وزير السياحة) وحبيب العادلى (وزير الداخلية) وصفوت الشريف (رئيس مجلس الشورى ووزير الإعلام السابق) وأنس الفقى (وزير الإعلام) والبقية تأتى مع الأيام

فى رأيى الشخصى المتواضع أسباب نجاح الحركة الحقيقية

تأخر الحكومة ورئيس الدولة الدائم فى إلقاء خطبة أو تعديل خطأ أو الإعتراف بالفساد أو أى خطوة تقوم بها وهو الأمر الذى كان يشحذ كل الهمم لتكون فى موقف الضد حتى لو لم تكن ضد منذ البداية

القرار الغبى لإنسحاب الشرطة من الجمهورية أياً ما كان متخذ القرار من هو سواء رئيس الجمهورية أو وزير الداخلية

رد الشرطة على المواطنين بالرصاص الحى فى يوم الأربعاء الدامى 2 فبراير 2011

غباء مؤيدى مبارك والمنتفعين من حكمه بإرسال عناصر من البلطجية إلى ميدان التحرير لتخويف الناس لإجبارهم على ترك الميدان والذى جاء برد فعل مغاير تماماً حيث وقع هؤلاء فى قبضة ثوار التحرير

وهناك بالطبع أسباب أخرى ولكن فى رأيى المتواضع تلك هى الأسباب الحقيقية

نتائج هذه الحركة النهائية

تنحى مبارك عن الحكم يوم الجمعة 11 فبراير فى الساعة السابعة مساءاً تقريباً وتفويض القوات المسلحة فى إدارة شئون البلاد حتى إجراء إنتخابات جديدة

والسؤال الآن:- فى ظل حكم مبارك عندما كنت تخبر أى مصى أنه لكى يتم إصلاح البلد لابد أن تبدأ بنفسك كان يرد عليك "يعنى هى هتتصلح منى أنا ... يا عم دى البلد كلها خربانة من أول رئيسها" أما الآن فهل ستبدأ بنفسك؟؟ أتمنى ذلك